نظريه الصدفه في خلق الكون
نظريه شهيره تقول بان كل الكائنات والمخلوقات من حولنا في هذا الكون ظهرت فجأه وبدات في الوجود صدفه ‼
هناك اثنين من المعاني يمكن فهمهما من كلمه الصدفه هنا الاول هو الشائع لدينا كما لو التقيت صديقا فارقته منذ زمن طويل من دون تخطيط في اثناء مرورك بشارع معين
فتكون صدفه دون سابق تخطيط منك ولقاء عفويا دون ترتيب مسبق من قبلك
مثال اخر:
انك تبحث عن شيء مفقود وانت ذاهب الى عملك وفجاه تشاهده امامك بعد بحث طويل فتقول انك صادفت هذا الشيء صدفه
هذا المعنى و بهذا النمط من التفكير لا يمكنك انكار ان هناك عوامل سببت هذا اللقاء بينك وبين صديقك في المثال الاول وهناك ايضا عوامل لوجود الشيء المفقود الذي طالما بحثت عنه صدفه امامك
هناك اسباب طبيعيه متعدده رتبت لهذا اللقاء في مثال الصديق خروجك كل هذا المكان بالتحديد في هذا الوقت وخروج صديقتك ايضا نفس الوقت الى نفس المكان
بالطبع يملك كل منكما دوافع ذاتيه لهذا الخروج وهذا التوقيت والشيء يمكنك فهمه من هذا اللقاء انه تم بدون قصد او تخطيط مسبق ولكن لا يسعنا مناقشه ذلك النمط فهو خارج عن بحثنا التالي
بل فهمنا المعنى الثاني وهو الاهم في عمق بحثنا حول الصدفه فى خلق الكون
الصدفه ووجودها في خلق الكون
المعنى المراد يا اصدقائي هو ما يذهب اليه البعض من الفلاسفه والمفكرين قصدهم بالصدفه:
ان الاشياء والكائنات في العالم وجدت دون سبب او علل ايجاد وانما من طبيعتها ان توجد ومن طبيعتها ان تظهر فهى ليست مرتبطه باي جهاز تخطيطي او عقل مدبر ومخطط يسيطر على هذا الكون وبالطبع يقدم لنا هؤلاء معتنقي الصدفه دعواهم معتمدين على اشهر ادلتهم وهو:
انهم لم يشهدوا بدايه التكوين وخلق الكون بل هم يشاهدون الموجودات والمخلوقات باختلاف الانواع حولنا مما يكتشفها العلم وفق قوانين تسري على كل عنصر في الكون
ويسري فيه نظامها بشكل طبيعي حتى تتوقف عن العمل بسبب عوامل خارجيه مضاده من الجاذبيه او الضغط
سقطت تفاحه اسحاق نيوتن من الشجره الى الارض بعوامل الجاذبيه فخرجت من ضمن قانون الاستمرار على الشجره لقانون خارجي اثر على التفاحه فاسقطها..
الاستقرار والاستمرار الذي نراه في نظام الكون حولنا دون عله ودون سبب بل يعود الى طبيعه ذلك الكون
دون سبب ايضا وبقيت كذلك دون سبب ‼
اي انه وجد بمحض الصدفه واستمر كذلك صدفه ينسحب هذا التصور الى كل الوجود والخلق فان العالم بكل اجزاءه والكون بكل اجرامه وعلاقاته من اكبر جزء الى اصغر جزء مساقر ومتفاعل بدون سبب‼
كتب احدهم حينما سئل سبب وجود عن القميص القطني الذي يرتديه ان هناك حقول من القطن وجدت صدفه في ارض محدده مناسبه لزراعه القطن وبمرور الوقت نضجت المحاصيل وحدها واينعت فما المانع عن تجيء بعض الرياح على هذا الحقل القطنى من بين الحقول جميعها صدفه ثم تسوقه الى افاق السماء وهنالك في الافق العالي يظل ملايين السنين وعلى اثر تقلبات الجو من امطار و رياح تمت التصفيه لهذا القطن والفرز من كل شائبه والحصول على قطن اخر جوده ..
ثم تلونت هذه القطع القطنيه المنتظمه بالوان عديده ثم فصلت باشكال واحجام وبتنسيق دقيق وبمرور الزمن اخذته الرياح الى اهل الارض وربما في يوم اخر من الايام يكون الانسان على سطح منزله رافعا يديه الى السماء فياتي القميص الذي فصل ورتب مناسبا لجسمه تماما ويجد نفسه مرتديا قميصا جديدا‼هل يعقل هذا؟؟؟
يقول المنظر المعروف هلسكي:
اذا جلست 6 قرود على بعض الالات الكاتبه واخذ تتضرب على حروفها عددا من السنين تصل الى الملايين فلا تستبعد ان تجد في اوراقها التي كتبتها قصيده من اهم قصائد الشاعر شكسبير مثلا....هل تتصور ذلك عقلا؟؟
فى نظر الصدفه
كان الكون الموجود الان نتيجه لعمليات ظللت تدور وتطور الماده لمليارات السنين
🔺️ الرد على اصحاب هذه النظريه
القول بالخلق عن طريق الصدفه يناقض الاستمرار الذي يستدل به اتباع نظريه الصدفه ‼
بل العكس ان سبب هذا الاستمرار يمكن سحبه وتعميمه الى ايجاد عله اوليه لهذا النظام المستمر ثم ان قانون الاستمراريه نفسه لا ينكر وجود السبب في الايجاد وفي الاستمرار او حتى في التوقف عن الاستمرار فلا يوجد عاقل ينكر علامات وجود النظام في الكون لانها مساله فطريه
و سواء كانت الماده ساكنه او متحركه فانها ساكنه لسبب ومتحركه لسبب ايضا وليست صدفه
فمن غير المنطقي بالمره ان نضع قانون الاستمراريه سببا لان ننكر عله الوجود نفسه فلا ربط بينهم في هذه الصوره
🤔 ثم انه في مثال العالم هلسكي حيث جلوس بعض القرد واستخدامها للاله الكاتبه على الاوراق لفتره ملايين السنين وان تنتظر منهم انتاج قصيده شعريه منمقه
فهو من جانبنا نحن المنكرين للصدفه والقائلين بالخلق الموجه من اله خالق مسيطر على الكون يدحض معتنقي نظريه الصدفه انفسهم حيث ان هذه القصيده اذا نظرت اليها جاءت عبر عده ظروف وتفاعلات واسباب وعلل لانتاجها
الى جانب حاله ابداعيه للشاعر وملكات لغويه يملكها للتعبير ليس الامر هو مجرد ضربه على الاله الكاتبه او بعض الاوراق واذا افترضنا ان ذلك وقع فعلا فلا احد يستطيع ان يقول ان القصيده كتبت وحدها دون سبب
الامر الثالث هو انه حينما نلقي نظره فاحصه على الانظمه الكونيه الدقيقه التي نراها حولنا ويثبتها العلم في كل بحث ودراسه جديده يدعونا هذا الى موقف المتامل
👈 فلو نظرت الى نفسك بامعان وبدقه لاعطاك النظر العميق في هذه النظريه التي تقول بالصدفه واعتبرتها مجرد شطحات ذهنيه وحكايات الف ليله وليله
ويكفى ان نعرف ان في كل عين للانسان اكثر من 10 مليون خليه عصبيه لو تغير موقع عصب واحد من هذه الاعصاب اصيبت العين بمرض معين او توقفت عن الرؤيه نهائيا
فهل يمكن ان نقول ان هذه العين قد وجدت بالصدفه وانا عملها واستمرارها في نشاطها صدفه من دون سبب ومن دون مسبب هل هذا امر يقبله من يعقل ما حوله من اشياء؟
مثال اخر:
يمكنني ان اضرب رجلا على وجهه بقوه و اذهب الى المحكمه وادعي ان يدي صدفه ارتفعت و صفعت وجه هذا الرجل هو بالتحديد و من دون عله لذلك او سبب بل ان الصدفه وحدها هي من سبب ذلك وهي عله الضرب ..‼
ماذا تنتظر من هذا الادعاء؟
اكيد سوف يامرون بى السجن‼
او على اقل تقدير الى مستشفى امراض عقليه
وعندها لا يحق لي كلام او معارضه على حسب الصدفه سيقولون لى ان انا جئنا بك الى هذا المكان صدفه دون سبب وسوف تبقي هنا الى الابد أيضا دون ان يعطوني اصلا سببا لذلك يقبله عاقل ‼
وفي كتاب (العلم يدعو للإيمان) مثال جيد يقول فيه (كريس موريسون) المؤلف والعالم الأمريكي (لو تناولت عشر قطع وكتبت عليها الأعداد من واحد إلى عشرة ثم رميتها في جيبك وخلطتها خلطاً جيداً ثم حاولت أن تخرج منها من الواحد إلى العاشر بالترتيب العددي بحيث تلقي كل قطعة في جيبك بعد تناولها مرةً أخرى فإمكان تناول القطعة رقم 1 في المحاولة الأولى 1/10.
وإمكان تناول القطعة رقم1، متتابعين هو1/ 100.
وفرصة سحب البنسات التي عليها أرقام 1، 2، 3 متتالية هي نسبة 1/1000.
وفرصة سحب 1، 2، 3، 4 متتالية هي 1/ 10.000.
وهكذا حتى تصبح فرصة سحب البنسات بترتيبها الأول 1 - 10 بنسبة واحد إلى عشرة بلايين محاولة).
وعلى هذا نجزم بأنه من المستحيل أن يكون وجود العالم وما فيه من الصدفة كما لا يقبل بهذا التفسير أبسط إنسان على وجه الأرض حينما تعتدي عليه أو تسرق منه شيئاً بحجة الصدفة العمياء فلا يقبل عاقل بذلك ولا أية محكمة في العالم ترضى أن تكون الصدفة دليل البيّنة للمدّعي فمثلاً: يسرق إنسان ما بعض المجوهرات والذهب ويدّعي أنها صدفة دخلت جيبه دون سببٍ آخر، فبالتأكيد إنه أمر مردود من الأساس لأن قانون العلية مسألة بديهية فطرية لا يستطيع أحد نكرانه وفي حالة النكران ستهدم كل أسس العلم والبداهة.
فكيف لو نظر الإنسان إلى هذا الكون الرحب بدقته وعظمته وقوانينه المعقدة الداخلية وعلاقته بالعالم الخارجي ضمن ضوابط دقيقة فهل ينظر إلى نظرية الصدفة نظرة اعتبار. والكون كله يدل على الخالق المبدع. فلذا سنتحدث عن بعض الأدلة العلمية في الأحاديث القادمة بعونه تعالى.