سلوك غريب يحدث على المريخ
ترتبط الحياه على الارض ارتباطا وثيقا بظهور الاكسجين في غلافنا الجوي من خلال عمليات التمثيل الضوئي من الاكسجين في الغلاف الجوي الى احياء تنتج عنه هذا الغاز
والاكسجين هو المنارات التي يهتدي بها العلماء بحثا عن اشارات للحياه فى الكون والفضاء عالمنا وبالاخص على كواكب اخرى قريبه
فوجوده فى تحليل الطيف لمكونات اى كوكب مؤشر قوى لوجود حياه من اى نوع كما نعرفها على ارضنا. لكن هذه القاعده لا تنطبق على المريخ
تغيير غريب يحدث مع الاكسجين على المريخ
المسابر الموجود على الكوكب الاحمر الخالي من الحياه ترصد وتحلل الاكسجين الموجود بجليد وتربته
مصادر الأكسجين على المريخ
وهو يشير الى وجود مصادر منتجه للاكسجين واخرى تنتزعه من هواء المريخ الرقيق و لكن :
هل سيعد ذلك تحديا لبعثات المريخ؟
رحلات استكشاف المريخ المستقبليه تتركز على نسبه الاكسجين على المريخ لانها حرجه وهي تبلغ 0.174% من غلافه الجوي مقابل ثاني اكسيد الكربون الذي تصل نسبته الى 95 % من الغلاف الجوي للمريخ
لا يشكل هذا الفارق الوحيد بين الكوكب الاحمر والارض فالعلاقه الكيميائيه بين مكونات الغلاف الجوي على الارض مستقره نسبيا على مدار العام
لكن للمريخ شتاء يختلف كليا عن شتاء الارض
ففي الشتاء يشكل الجليد غاز مره اخرى و ينتقل عبر الكوكب ويعاد توزيع الهواء بين نصفي كره الكوكب الاحمر وحين يذوب الجليد كما سجلت مسابر المريخ وعمليات الرصد
انه على مدار السنوات الست الماضيه كانت نسب مكونات الغلاف و نسب الاكسجين في الغلاف الجوي عبر الكوكبه ارتفعت في الربيع والصيف بنسبه وصلت الى 30%
لتعاود الهبوط الى مستوياتها المتوقعه ومقارنه مع ذلك فان كان هناك منحنيا منتظما كهذا يعكس زياده مستويات الاكسجين على الارض ستختلف الحياه كليا على الارض
اما هذا المخطط الصاعد والهابط فهو روتين المريخ
يشير هذا الى وجود مصادر على المريخ تصدر الاكسجين بانتظام الى الغلاف الجوي ثم عكس الامر ذاته ويتم انتزاعه مره اخرى وامتصاصه وانخفاض نسبته دوريا بتكرار عجيب
هل يتنفس الكوكب الاحمر؟
يحدث هذا مع الاكسجين وبشكل اكبر او اقل بقليل مع الميثان لاحظ ان الميثان ناتج عضوى اى انه صادر من الاحياء او مخلفاتهم او حتي رفاتهم بعد موتهم
الميثان ناتج عضوى على ارضنا اما على المريخ
فهو يتزايد في اشهر الصيف بنسبه 60% ولسبب غير معلوم على الارض فان نسبه 95% من الميثان وكذلك من الاكسجين ناتجه عن توليد الكائنات الحيه الدقيقه لها
اما على المريخ وغيره من الكواكب الاخرى فلا يمكن القول عن الميثان انه نادر لكن في هذه الحالات تسقط الكائنات الحيه من قائمه التفسيرات الممكنه لكن لابد من وجود سبب اخر
نبحث عن وجود الاكسجين على المريخ
لكن علينا العوده الى عام 2014 ابتهج العلماء لاكتشافهم تراكيز عاليه من اكسيد المنغنيز في صخور المريخ متوفرا بنسبه ليست قليله فهذا يستدعي وجود الاكسجين وبنسبه اكثر كثيرا في الغلاف الجوي للمريخ ما يعني انه يتواجد بشكل اساسي في الماء والموجود على اعماق كبيره اسفل الجليد المتواجد على قطبي المريخ حيث تنخفض درجه الحراره كثيرا على سطح الكوكب حيث يبلغ متوسط درجه الحراره -62 درجه سيلسيوس اي -80 فهرنهايت لذا لا يعد وجود المجاري المائيه السائله المتدفق على سطح المريخ امرا طبيعيا اويسرا
فلا يمكن للماء ان يكون فى صوره سائله على المريخ فى تلك الدرجات السابقه بل يتواجد الماء فقط في الحاله الغازيه او على شكل جليد
يتجمد الماء المالح ببطء شديد عند درجه 32 درجه فهرنهايت ويتحول ماء البحر الى جليد فقط عند الدرجه -1.8 وهذا التحول الى الجليد يصنع محلول ملحي سائل مجمد حابسا داخله الاكسجين وبزياده تركيز الملح تقل نسبه الاكسجين التي يمكن للماء احتباسها وفي الوقت ذاته كلما انخفضت درجه حراره الماء تزداد نسبه الاكسجين المنحل وبوجود الملح الذي يعمل على طرد جزيئات الاكسجين ودرجات الحراره المنخفضه التي تسمح ببقائه
يتاكسد المنغنيز حين يضاف الى هذا المحلول الملحي ويعتقد العلماء ان المحاليل الملحيه تحتوي ما يكفي من الاكسجين ليس لدعم الحياه الميكروبيه كالبكتيريا فحسب لكنها تكفي ايضا لوجود اشكال اكثر تعقيدا من الحياه كالاسفنج والحقيقه ان البيروكلوريدات الملحيه فائقه السميه لقد اثبت باحثون من جامعه ادنبره ان قدره البيروكلوريدات حين تتعرض للاشعه فوق البنفسجيه على القضاء على الكائنات الحيه الدقيقه كالبكتيريا تبلغ ضعف قدره الاشعه فوق البنفسجيه على القضاء عليها لوحدها وعلى الجانب الاخر فد تخلق هذه العمليه بيئات تمكينيه للحياه على المريخ
اثر الاشعه الكونيه فى غلاف المريخ تفكيك الاكسجين
لكن وفوق كل هذا قد تتمكن الاشعه الكونيه من تفكيك المكونات المؤلفه للمحاليل الملحيه الى مركبات اخرى يمكن بدورها ان تطلق الاكسجين العمليه تحدث في جزء من مليون من السرعه المطلوبه
وبكلمات اخرى يمكن للماء المالح ان يثري الغلاف الجوي للمريخ بالاكسجين بنسبه تصل الى 0.03
لابد انكم تعرفون المشتبه به الثاني جيدا فى وجود الحياه وانتم تضعونه على ايديكم في كل مره تصابون بجرح طفيف انه الماء الاكسجينى او بيروكسيد الهيدروجين وهو يوجد في الحاله الغازيه فقط على المريخ
والاكسجين على الارض نستخدمه كمطهر وهو ينتج باستمرار مع تفكيك اشعه الشمس لغاز ثاني اكسيد الكربون وبخار الماء وباتحاد البروكلوريدات
ولدى تعرضه للاشعه فوق البنفسجيه
او ( الاشعه الكونيه كما ذكرنا) ينتج عنه سلاح فتاك يقضي على البكتيريا بشكل اكثر فعاليه باحد عشر مره من التعرض البسيط للاشعه فوق البنفسجيه
يمكن ان ينتشر بيروكسيد الهيدروجين هذا في تربه المريخ وصولا الى اعماق قد تصل الى ثلاثه امتار او 10 اقدام مشكلا مخازن اكسجين الكوكب مدفونه فى باطنه وبعد ذلك يمكن ان تعود جزيئات هذا الاكسجين الى الغلاف الجوي وتبقى هناك لمده قد تصل الى 10 سنوات كما سجلت الدراسات
السلوك الغريب لنسب الاكسجين على المريخ
تغير نسب الاكسحين المتكرر على المريخ يعتبر لغزا او على الاقل حتى الان ويبدو ان مثل هذه التغيرات الكبيره في الغلاف الجوي للمريخ ستشكل معضله اخرى امام بعثات الاستكشاف المستقبليه للكوكب الاحمر
لتأسيس حياه والحفاظ عليها في ظل ظروف بيئيه دائمه من الكواكب سيكون على البشر الاختيار الاجبارى بالاعتماد على انفسهم فهل تعتقد اننا قادرون على جعل الكوكب الاحمر مكانا يمكننا التجول فيه بحريه دون ارتداء بذله فضائيه