الكوكب المفقود بين المريخ والمشتري
الكوكب الذي تحدث عنه السومريون
في سنة 1975, عثر طالب جيولوجيا في صحراء (فارفوم) الواقعة في الشمال الشرقي من عشق آباد في روسيا على كومة من الزجاج بين رمال الصحراء ذات ألوان فريدة ما بين الأخضر و الأسود وبحجم حبة جوز الهند, فأنطلق بسرعة لتسليمها لرئيس البعثة (بافيل فلورنسكي) و الذي اخذ قطع الزجاج إلى موسكو لتحليلها, حيث تم تشخيصها على إنها ( تكتيتات – Tektites) ، وهي قطع وشظايا زجاجة داكنة يفترض أنها جاءت من الفضاء و تضم معادن معروفة منها معدن (البريليوم) ، و لقد أثبتت الاختبارات ان هذه المعادن قد تحولت لزجاج بعد تعرضها لحرارة هائلة , هذه التكتيتات أعادت فتح قضية كانت منسية لفترة طويلة من الزمن و هي نظرية (فيتون) الكوكب المفقود.
بين المريخ والمشتري.. كوكب مفقود
ولكي نعرف ما هي نظرية الكوكب المفقود, علينا ان نتعرف أولا على قانون (تايتوس – بود) الغريب. ففي العام 1766 لاحظ عالم الرياضيات الألماني جوهان تيتيوس ، الذي كان مدير مرصد برلين آنذاك، أن أبعاد الكواكب عن الشمس والمسافات بين كواكب المجموعة الشمسية تخضع لقانون رياضي، نستطيع بوساطته أن نحدد بُعد كل كوكب عن الشمس، وذلك قبل اكتشاف كواكب أورانوس ونبتون وبلوتو، فوضع المتسلسلة الرياضية التالية:
0 -3 – 6 – 12 – 24 – 48 -96 – 192 – 384
هذه الأرقام ضمن مضاعفات العدد 3.
ثم جاء الفلكي الألماني الفلكي الألماني جوهان بود في 1778، فقام بأضافة العدد 4 إلى المتسلسلة ليصبح كالتالي:
4 – 7 – 10 – 16 – 28 – 52 – 100 196 – 388
لقد أثار هذا القانون في وقته دهشة معاصري بود, لمدى انطباقه على الأبعاد الحقيقية للكواكب عن الشمس و التي تقاس بالوحدات الفلكية و هي كالتالي :
عطارد (4) – الزهرة (7) – الأرض (10) – المريخ (16 ) – زحل (52) – المشتري(100)
لكن, بقيت ثلاثة مواقع خالية وهي (28) و (196) و (388) لهذا تم إهمال القانون لحين تم اكتشاف كوكب أورانوس في 1781 و بعده عن الشمس قدر بـ 191,8 و هو مقارب لرقم 196 في قانون بود, مما جدد الاهتمام بهذا القانون و مدى صحته, و ازداد الاهتمام حين تم اكتشاف بلوتو سنة 1930 و قدر بعده (في وقتها) عن الشمس بمقدار 394 و هو رقم مقارب لـ 388, فأزداد الاهتمام بهذا القانون
كويكب صغير بين المريخ والمشترى
وفي سنة 1801, قام الفلكي الايطالي (بيازي) باكتشاف كويكب صغير يدور في مدار بين المريخ و المشتري و اسماه (سيريس Ceres) و يبلغ بعده 27,7 و هذا الرقم قريب جدا من رقم 28 لكنه كويكب و ليس كوكب ولهذا تم اعتبار النظرية باطلة.
قانون بود
واليوم لا يأخذ معظم الفلكيون بقانون بود، ويعتبرونه مجرد صدفة، ومع ذلك يبقى هذا القانون كأعجوبة، ومن أكثر القوانين غرابة، أيعقل أن يكون مجرد صدفة سعيدة رغم أن اغلب نتائجه جاءت مقاربة بشكل كبير للمسافات الحقيقية؟ .. الله أعلم .. لكن ما يهمنا هنا هو لغز الكوكب المفقود بين مداري المريخ والمشتري .. ما الذي حدث له ، وهل كان هناك كوكب أصلا في هذا المكان ؟
الكوكب التاسع
بعض العلماء يقولون نعم ، كان هناك كوكب في هذا المكان ، وكان لهذا الكوكب أسماء عدة منها الكوكب X و فيتون و نيبيرو و مردوخ .. لكن ما لدينا الآن هو فقط حزام من الكويكبات المتناثرة هنا وهناك .. فأين ذهب الكوكب ؟.
كوكب نيبيرو
يقول علماء الاتحاد السوفييتي السابق في فرضياتهم بأن الكوكب المفقود كان يشبه الأرض من ناحية المناخ, و قد أطلق عليه الأكاديمي (سيرجي اورلوف) اسم (فيتون) ، لكن ذلك الكوكب تلاشى تماما بفعل انفجار ما و لم يتبق منه سوى حزام من الكويكبات أكبرها كوكيب كبير اسمه سيريس Ceres.
وقد ارتكز الجزء المهم من نظرية الكوكب المفقود على (التكتيتات) الأنفة الذكر و التي عثر عليها في أنحاء متفرقة من روسيا و استراليا و الفيليبين و اندونيسيا, إذ فسر العلماء ظهور مثل هذه الأحجار بفعل انفجار هائل نتج عنه حرارة تقدر بملايين الدرجات تعمل على قذف الأحجار إلى الفضاء و منها إلى الأرض.
ادله على الكوكب العاشر المفقود
وهناك أدلة أخرى على وجود الكوكب المفقود ، لكن للاطلاع على هذه الأدلة فليس من الضرورة علينا أن نذهب لوكالة أبحاث الفضاء – ناسا – أو ندق أبواب علماء الفلك القابعين خلف تلسكوباتهم العملاقة .. بل علينا أن نذهب إلى المتاحف الأثرية لكي نقلب ألواح الطين السومرية !! ..
لكن ما علاقة السومريون الذين ظهروا وعاشوا على ضفاف دجلة والفرات قبل أكثر من سبعة آلاف عام بهذا الجدل العلمي المتعلق بعلم الفلك ، وهو كما نعلم يعد علما حديثا نسبيا ؟ ..
نيبيرو
لمعرفة الجواب علينا الغوص قليلا في الأساطير والأدبيات السومرية .. حيث تقول قصيدة سومرية كتبت على لوح طيني عمره آلاف السنين بأنه ظهر في منظومتنا الشمسية جرم سماوي جديد أسمه نيبيرو ..
وعن كيفية ظهور هذا الكوكب تخبرنا القصيدة بأنه كان يوجد كوكب بين المريخ والمشتري أسمه ” تيامات” , وأن هذا الكوكب تعرض لكارثة عظمى نتيجة ارتطامه بكوكب آخر أو جرم كبير قادم من خارج المجموعة الشمسية . وأدى هذا الارتطام الرهيب إلى تحطم تيامات وتحوله إلى أجزاء تكون من بعضها كوكب الأرض , فيما تحول البعض الآخر إلى شريط من الكويكبات الصغيرة تدور اليوم ما بين المريخ والمشتري ..
وتخبرنا القصيدة أو الأسطورة , أن الكوكب الآخر الذي أصطدم بـ تيامات كان اكبر منه كثيرا من ناحية الحجم ولذلك نجا من كارثة الارتطام ولم يتحطم، لكن قوة الارتطام أثرت على مداره ، فلم يستطع التخلص من قوة جذب منظومتنا الشمسية وصار جزءا منها ، وأصبح مداره شبيها بمدار الكثير من المذنبات المعروفة، فدورة واحدة حول الشمس تستغرق، وفق الحساب السومري، حوالي 3600 سنة .
كوكب مردوخ
صدى هذه الأسطورة السومرية القديمة تردد لاحقا في الأساطير البابلية ، تحديدا في أسطورة الخليقة البابلية الشهيرة (اينوما ايليش)، لكن البابليون أسموا الكوكب مردوخ وليس نيبيرو ، وهذا الأمر جعل الأسطورة مربكة وغامضة بعض الشيء ، لأن المعروف أن البابليون أطلقوا أسم مردوخ على كوكب المشتري، فهل كان اصطدام تيامات مع كوكب المشتري ؟ .. والمشتري كما نعلم كوكب جبار ، الأكبر في مجموعتنا الشمسية ، وحتما كان سينجو من هكذا اصطدام على حساب تدمير الكوكب الآخر
الانوناكى زوار من الفضاء
على أي حال ورغم اختلاف الأسماء , فالأسطورتين السومرية والبابلية كلتاهما تشيران إلى حصول تصادم بين كوكبين نتج عنه نشوء كواكب وعوالم أخرى ومنها كوكب نيبيرو , وصورة هو الكوكب الغامض تظهر بوضوح على بعض الأختام السومرية التي تصور لنا المجموعة الشمسية وتظهر لنا وجود عشرة كواكب .. وهو أمر في غاية الغرابة لأننا نتحدث عن شعب عاش قبل آلاف السنين ولم تكن لديه تلسكوبات ووسائل رصد فلكية حديثة .
كوكب “اكس X”
ولا تنتهي القصة هنا ، صحيح أن السومريون اختفوا منذ زمن بعيد جدا ، إلا أن ألواحهم وأساطيرهم مازالت مادة دسمة للباحثين عن الأسرار ، إذ ظهر في عام 1976 كاتب مثير للجدل في أمريكا ، يدعى “زكريا ستكن”، وحاول أن يستفيد من هذه الأساطير القديمة ، ليخرج منها بنسخة جديدة من قصة الكوكب المفقود، والذي يسمى أيضا كوكب “اكس X” ، بعد خلط المعلومات والأوراق.
واليوم لدى هذا الكاتب العديد من الأتباع الذين يؤمنون بأن كلامه حقيقة واقعة وليس محض خيال علمي.
الذين هبطوا من السماء إلى الأرض
ودعونا نلقي نظرة على الفرضية أو القصة التي خرج بها هذا الرجل استنادا للأساطير والألواح السومرية . فالكثير من المصادر السومرية تقول بأن أجدادهم قد تلقوا العلم على يد (آلهة) جاءت من السماء إلى الأرض , وأسموهم انوناكي Anunnaki و تعني باللغة السومرية : (الذين هبطوا من السماء إلى الأرض) . وتخبرنا الأساطير أن هؤلاء الانوناكي جاؤوا بالتحديد من كوكب اسمه نيبيرو , وهو الكوكب الذي تحدثنا عنه للتو , وقد هبطت هذه الكائنات على الأرض قبل 445 ألف سنة بحثا عن الموارد الطبيعية – كما في فيلم افاتار! – , خصوصا الذهب الذي عثروا على كميات كبيرة منه في أفريقيا. لكن بمرور الزمن شعر هؤلاء الفضائيون بالملل من عمليات التعدين التي لا تنتهي , لذلك قرروا في مرحلة ما خلق كائنات عاقلة تكون بمثابة العبيد لهم , وهكذا قاموا بخلق البشر عن طريق الهندسة الجينية , وذلك بخلط جيناتهم المتطورة مع جينات الإنسان القديم المتخلف الشبيه بالقرد الذي كان يعيش كالبهائم في الكهوف في تلك الأزمان البعيدة الغابرة , وقد نتج عن هذا التهجين الجيني ما يعرف اليوم بالإنسان الحديث , أي نحن البشر الحاليين ..
الانوناكى ونقل الحضاره
وتمضي القصة لتقول بأن الانوناكي أصبحوا كالآلهة بالنسبة للبشر وساعدوهم في النهوض ولقنوهم أصول الحضارة , وهكذا ظهرت أوائل البؤر البشرية الحضارية , وقد وصل السومريون إلى مرحلة عالية من التقدم العلمي والحرفي والفني، حيث اكتشفوا العجلة والسفن والكتابة والكثير من الأمور , والسومريون يخبروننا من خلال الألواح الطينية بأن هذه المعرفة الكبيرة نُقلت إليهم من الانوناكي. وهذا يفسر لنا أيضا الطفرة الكبيرة التي حدثت للبشر قبل خمسة آلاف سنة حيث انتقلوا فجأة إلى مرحلة متقدمة من الحضارة ، خصوصا في واديي الرافدين والنيل والسند ، وذلك بعد مئات ألوف السنين من حياة الكهف المظلمة !.
طيب لو سلمنا بصحة هذه القصة أو الفرضية ، فأين هم اللانوناكي اليوم ؟ ..
اين الفضائيين؟
يقول زكريا ستكن بأن حروب مدمرة نشبت بينهم بسبب الطمع , وكان من نتائج تلك الحروب تدمير مدينة أور السومرية نوويا عام 2000 قبل الميلاد!. وبسبب الحروب الفتاكة ترك الانوناكي الأرض للبشر وغادروا إلى الفضاء الذي أتوا منه.
وفي محاولة لتأكيد صحة نظريته يحاول زكريا الربط بين الانوناكي وجنس النيفلم المذكور في العهد القديم , والنيفلم هم جنس من العملاقة ناتج عن تزاوج أبناء الله – الملائكة – مع نساء البشر . وقد تعرض أبناء الله للطرد من الأرض بسبب علاقتهم وشهوتهم لنساء البشر .
لكن هل انتهت القصة هنا ؟
لا .. ففي جعبة السيد زكريا المزيد , إذ يقول بأن الأنوناكي الذين منحونا جزءا من جيناتهم ووضعوا أقدامنا على أول درب الحضارة سيعودون يوما ما لإنقاذ البشرية من الدمار الذي تسبب فيه الإنسان لنفسه. وهنا نعود من جديد إلى قصة الكوكب المفقود نيبيرو الذي يعود إلى المجموعة الشمسية مرة كل 3600 عام .. فهذا الكوكب ربما سيعود حاملا معه الانانوكي العظام لينقذونا من جديد. فيما هناك من يرى أن نيبيرو سيعود حاملا معه الكوارث إلى الأرض ، ربما عن طريق الاصطدام بها ، وأن هذا الأمر وشيك وسيحدث في المنظور القريب .
كوكب نيبيرو ونهايه الحياه
في الحقيقة القصة التي يرويها لنا زكريا قصة جميلة و مناسبة لكتاب خيال علمي , فيها كل العوامل التشويق التي نحب ان نقرأ عنها , كوكب قديم مفقود صالح للحياة البشرية بل كانت عليه حياة لكنه اختفى فجأة و من نجا من سكانه هاجروا إلى كوكب الأرض ليكونوا (الآلهة) التي عبدها البشر القدماء و أنهم أوصلوا البشر إلى درجة من العلم ثم اختفوا.
هل زكريا ستكن الوحيد الذي يسوق هذه الفرضيات الغريبة ؟
في الحقيقة لا ، فقد شهدت حقبة الستينات والسبعينات رواجا منقطع النظير لنظريات وفرضيات الفضائيين الذين قدموا من السماء وساعدوا البشر في بناء حضارتهم ثم غادروا وتركوا خلفهم بعض الآثار الغريبة التي تدل على وجودهم .
ووفقا لبعض الفرضيات المتعلقة بالكوكب فيتون ، فأنه كان يملك مناخا مشابها لكوكبنا من ماء و هواء و ضوء و كان مأهولا بمخلوقات عاقلة و متطورة و تشبه البشر إلى حد كبير , لكن فكرة فناء كوكب و حضارة متطورة بأكملها بدون أن تترك خلفها ناجين فكرة مستبعدة , لذلك يفترض المؤمنون بهذه النظريات أن سكان كوكب فيتون فروا من كوكبهم المحتضر وجاءوا إلى الأرض وكان لهم دور كبير في نقل الحضارة للبشر ، لكنهم غادروا الأرض لسبب ما ، بعد أن أوصلوا الإنسان إلى مدى معين من الحضارة
لكن لماذا لا نرى صورا أو هياكل عظمية لهؤلاء الفضائيين ؟
في الحقيقة, توجد في أنحاء العالم آثار كثيرة خلفتها لنا حضارات سابقة , وجميعها تتحدث عن أناس نزلوا من السماء وأثروا في البشر. منها على سبيل المثال لا الحصر ، أحجار دروبا (Dropa Stones) الصينية القديمة , و إذا صدقنا يقوله الصينيون من أنهم فكوا شفرة هذه الألواح الغامضة وترجموها, فأن القصة المنقوشة عليها تحكي عن قبيلة صينية أتى أسلافها من الفضاء الخارجي.
هناك أيضا رسوم جدران كهوف صحراء (طاسيلي) في الجزائر, وتظهر لنا بوضوح أشخاصا يرتدون ما يشبه البدلات الفضائية, وعمر هذه الرسوم قُدر بحوالي 10,000 عام.
ويوجد موقع تورو مويرتو (Toro Muerto) في البيرو الذي يضم العديد من الأشكال الشبيهة بالبشر يرتدون ما يشبه البدلات الفضائية. وأيضا لدينا رسوم كهوف وانديجنا (Wandjina) في استراليا فيها نقوش لأشخاص يرتدون ما يشبه البدلات الفضائية , يعود عمر هذه الرسوم إلى أكثر من 4000 عام.
هناك أيضا لغز الأهرامات والحضارة الفرعونية ، ولغز بطارية بغداد ، ولغز النقوش الغريبة لبعض حضارات أمريكا القديمة ، كحضارة المايا حيث يوجد في أحد المعابد نقش لشخص كأنه في قمرة قيادة مركبة فضائية و يحمل بيده جهازا من نوع ما يكاد يطابق ما يحمله احد آلهة الانوناكي السومرية , أهي صدفة؟!
هناك الكثير والكثير من هذه الآثار الغامضة الأخرى التي تم التطرق إلى بعضها في موقع كابوس سابقا ويطول الحديث عنها – ربما نعود لها في مقالات قادمة -.
ماذا يقول العلماء ؟
بصراحة معظم العلماء ينكرون ما ورد في هذه القصص والنظريات ويعدونه مجرد هراء ، علماء الفلك على وجه الخصوص لا يؤمنون بهذا الكلام أبدا حول حضارة الكوكب المفقود ، لا بل أن الكثير منهم يشكك في أنه كان هناك أصلا كوكب مفقود ، وحتى قانون بود حول المسافات بين الكواكب لم يعد يؤمن به معظم العلماء رغم غرابته , لكن هذا لا يعني عدم وجود لغز أو ألغاز تحيط بمجموعتنا الشمسية , فالعلماء يشكون فعلا بوجود كواكب أخرى في مجموعتنا الشمسية لكنها بعيدة جدا بحيث يصعب رصدها.
ماذا عن لغز حزام الكويكبات بين المريخ والمشتري ؟
في العام 1980م بلغ عدد الكويكبات التي تم اكتشافها وتحديد مداراتها حول الشمس بـ 2289 كويكباً واليوم نعرف أن عددها يصل إلى بضعة ملايين! حوالي 1.7 مليون منها ما يصل قطرها إلى كيلومتر أو أكبر قليلا، وهناك حوالي 200 كويكب يتجاوز قطرها 100 كيلومتر ، منها كويكب سايرس البالغ قطره 670 كيلومتر، أي إن مساحته السطحية تبلغ مساحة العراق تقريبا.
ويقول بعض العلماء الذين يؤيدون نظرية الكوكب المفقود بأن أصل هذه الكويكبات هو الكوكب الذي انفجر والذي كان يدور بين المريخ والمشتري. وكانت مركبة الفضاء الأمريكية فويجر-2 التي اخترقت هذا الحزام أثناء ذهابها إلى المشتري، سجلت وجود كويكبات تتراوح أقطارها ما بين عشرين سنتيمتراً وأصغر.
والكويكبات ليس لها شكل منتظم، وليست كروية، نتيجة لضعف الجاذبية عليها . وضعف الجاذبية يؤدي إلى هروب ذرات وجزيئات الغازات من هذه الكويكبات، ولذلك فهي من دون أغلفة جوية . ونتيجة لبُعدها الكبير عن الشمس فإنها أجرام باردة، إذ تبلغ درجة حرارتها في المتوسط نحو سبعين درجة مئوية تحت الصفر . وتتحرك هذه الكويكبات في مدارات إهليجية.
جدير بالذكر أنه ليس جميع العلماء يؤمنون بأن حزام الكويكبات ظهر نتيجة لتصادم كوكبين . هناك تيار علمي كبير يرى أن هذا الحزام مصدره الانفجار الكبير الذي تكونت منه مجموعتنا الشمسية أصلا , وأن هذه الكويكبات علقت في هذا المكان بسبب جاذبية المشتري القوية .
ختاما ..
سواء كان هنالك كوكب أم لا فأنا شخصيا لا استبعد إننا لسنا الوحيدين في هذا الكون وأن هنالك الملايين بل المليارات من المجرات التي قد توفر ظروفا مشابهة لكوكبنا مما يسمح بنشوء الحياة عليها. أما إذا كان الكوكب المفقود حقيقة أم مجرد نظرية أخرى وضعت لتسد فراغا في قانون ما أو لترضي جهة معينة, فلا استطيع الجزم أبدا لكني بصراحة أود أن يكون ذلك صحيحا, إذ كم هو مثير أن نعرف بوجود حياة في كواكب أخرى .
أخير أثناء أعدادي لهذا المقال تذكرت الآية الكريمة : (وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً * قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ * قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ ).
أيعقل أن يكون سكان كوكب فيتون هؤلاء هم نفس الأقوام الذين ذكرهم الله في القرآن الكريم وأنهم كانوا يفسدون في الأرض و يسفكون الدماء؟ وهل يقصد بالآية الكريمة الكرة الأرضية؟ أم يقصد بها أي كوكب آخر صالح للحياة ؟.
المصادر :
– Phaeton (hypothetical planet)
– Sumerian Culture and the Anunnaki
– Titius–Bode law – Wikipedia
– PHAETON: THE LOST PLANET – An Ancient World that Perished
– Dropa stones – Wikipedia
– 5 Ancient Petroglyphs & Cave Paintings that depict Ancient Aliens
– Alien-gods and Atlantean warriors in Meso-American civilizations